خيـــــــــــــــــــــــــــــانة زوجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما إن انتهت هذه المكالمة الهاتفية حتى أسرعت بسيارتي للقائها لأعرف ما الذي جرى لكي تطلب العون مني بهذه النبرة الخائفة

-هل من شيء ؟ هل حصل شيء لخالد ؟

-لا لم يحصل .. لا تقلق أريد مساعدتك

-أنتي تأمرين فأنتي زوجة صديقي وأخي وأنتي أختي كذلك

-حسنا لكن عدني أن يبقى الأمر سراً بيننا

-لكي هذا .. لكن ما الامر اقلقتني كثيرا

-انه يخونني

-من ..؟ خالد مستحيل

-ليس هناك مستحيل انه يخونني اقسم لك

-حسنا ساتحرى الامر لكن كيف عرفتي

-انه متغير كثيرا ..كما انه يبيت خارج المنزل بحجة العمل كما اني اعرف حس المرأة لدي يقول إن زوجي يخونني ولم اعرف كيف اتصرف لا اريد ان ادمر حياة اطفالي بتهوري لذلك لم اجد اقدر منك حتى تعينني على هذا الامر وكيف اتصرف

-لا تقلقي سيدتي .. دعي الامر لي ... لكن شيء واحد.. لا تفعلي اي شيء او تتصرفي بعواطفك حتى اتحقق من الامر وبعدها سنجد الحل ان شاء الله...

صعقت بعد هذا اللقاء العابر مع زوجة صديق عمري ، ماذا افعل وكيف اتصرف وهل أنا جدير بحل هذه المشكلة أنا من قضى عمره في اللهو والمتع المحرمة اتحول في يوم وليلة لحلال المشاكل الذي يحاول ايجاد حلول لعائلة كي لا تتفكك .. رحماك ربي ، تراقصت الافكار في مخيلتي وتوقعت كل شيء لكن ان يكون خالد خائناً ... وهو الذي ينصحني دائما بالزواج والاستقرار وترك حياة اللهو والانفلات

اطلقت مصادري المتعددة للبحث عن اي خيط يمكن ان يفيدني في هذه القضية فارتديت قبعة ومعطف شارلوك هولمز ورحت اجوب الدائرة ومكتب صديقي العزيز بحثاً عن ادلة الجريمة النكراء وبعد البحث الطويل وجدت اول الخيوط التي اوصلتني الى الحقيقة المرة إن صديقي بريء من تهمة الخيانة لكنه ليس بريئاً من تهمة لقاءه بأخرى إنه متزوج سراً .... والصراحة هذا بالنسبة لي كان أكبر من الخيانة فالخيانة قد تكون نزوة لكن هذه ستكون طامة كبرى على حياته العائلية

عندها كان لابد لي من التحرك فقد تحملت مسؤولية إنقاذ هذه العائلة المسكينة فتوجهت إلى منزل صديقي العزيز لألتقي به ونخرج سويا كعادتنا نجلس في المقهى نتسامر ثم نعود هو لمنزله الدافئ وانا لشقتي الخالية إلا من ضلي وصوت انفاسي ... بعد ان طلبنا الشاي في المقهى تكلمت معه بكل هدوء

-مبارك

-على ماذا

-على الزواج

-هل تمزح انا متزوج منذ اكثر من خمسة عشر سنة وانت تهنئني الان

-لا لا يا عزيزي أهنئك على الزواج الجديد

صمت قليلا ثم اطرق رأسه كأنه طفل مذنب وقال بصوت خافت

-من اين سمعت ؟

-لا تقلق لم يفتضح امرك بعد

-لكني لم افعل شيئا خطأ

-اذن لماذا في الظلام لما لم تتزوج علنا

-تعرف زوجتي واطفالي ومركزي الاجتماعي

-انا لا افهم تخشى على شعور زوجتك !!! اذن لم تزوجت اصلا

-لم اعد احتمل ما ان ادخل المنزل حتى اواجه بمشاكل الاطفال وطلبات المنزل وغيرها من الامور التي ضقت ذرعا بها

-عندها لم احتمل فانطلقت ضحكتي

فقال مستغربا

-ما الذي يضحكك انا اشكو همومي وانت تضحك

-يا عزيزي انت حفرت قبرك بيدك ولا تريدني ان اضحك تزوجت اول مرة ولم تتحمل المشاكل وها انت تغرق نفسك مرة اخرى انا اتساءل كم من الوقت حتى تبدأ مشاكلك مع زوجتك الجديدة !!

وبعد نقاش حاد استغنى صاحبي عن معرفتي وصداقتي بحجة انني لا اقدر موقفه مع اني اشفقت عليه فعلا فمن لم يتحمل اعباء حياة واحدة كيف سيتحمل الاثنين معا وقبل ان اغادر اخبرته بان زوجته تعتقد بانه يخونها

عدت لشقتي الهادئة وتراقصت الافكار في مخيلتي بعد ان ارحت رأسي على وسادتي الخالية وانا أسأل نفسي لماذا دائما نحن الرجال نجد الاعذار لكي نتهرب من مسؤوليتنا تجاه من نحب ونفكر بأنانية و لكي نخطف لحظة سعادة ندمر سنين من عمرنا القصير ..... لماذا لا نحفظ من القرآن سوى ((مثنى وثلاث ورباع)) لماذا ولماذا ولماذا ......

تركت المدينة لظروف العمل وبعد أن عدت لها بعد غياب تفقدت حال صديقي فوجدته قد طلق زوجتيه ورحل بعيدا يبحث عن سعادته الضائعة .... عندها فكرت هل سيحصل على جائزة نوبل لانه حطم عائلتين بدلا من واحدة ... انجاز ...

ليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالي