حسن اختيار الصاحب

حسن اختيار الصاحب

---------------------------------------------

حسن اختيار الصاحب

إن الحمد لله، نحمده ونشكره ونستهديه ونستغفره ونسأله من فضله العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا رسول الله وصفيه وخليله، صلِّ اللهم عليه ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من بعد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى جميع إخوانه النبيين والمرسلين وسلم تسليمًا.

إن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العزيز: )الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين( ففي هذه الآية يخبرنا الله تعالى بأن الناس الذين كانوا في الدنيا أخلاء ينقلبون في الآخرة أعداء بعضهم لبعض إلا المتقين فلا تنقطع صداقاتهم وموداتهم بينهم في الآخرة؛ والمتقون هم الذين يقومون بحقوق الله وحقوق العباد، أما الكفار أوالفسّاق الذين يساعد بعضهم بعضًا على معصية الله تعالى فهؤلاء تنقلب محبّتهم ومودّتهم عداوة، قال الله عزّ وجلّ: )يوم يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه لكلّ امرء منهم يومئذ شأن يغنيه(، فالأتقياء الذين يجتمعون في حبّ الله تعالى ويفترقون في الله ويتناصحون فيما بينهم ولا يغشّ بعضهم بعضًا ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فهؤلاء لهم السلامة يوم القيامة والتكريم من الله تعالى، فإنه في يوم القيامة تدنو الشمس من رؤوس الخلائق فلا يوجد ظلّ يستظل به الناس إلا ظل العرش، يظلّ الله به من يشاء من عباده المؤمنين، وهؤلاء المتحابين في الله يكونون تحت ظلّ العرش يوم القيامة يسلمون من حرّ الشمس، فقد روى ابن حبّان في صحيحه من حديث عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ”المتحابّون في الله يكونون يوم القيامة في ظلّ العرش يوم لا ظلّ إلا ظلّه“ ففي ذلك اليوم الكافر يغرق بعرقه حتى يقول ”يا ربّ أرحني ولو إلى النّار“ ثم هو لمّا يدخل النّار يقول ”يا ليتني كنت ترابًا“، أما الفسّاق من المسلمين فإنهم يعرقون عرقًا شديدًا فمنهم من يصل عرقه إلى الكعبين ومنهم من يصل إلى الركبتين فيشتد عليه الكرب إلا من عفا الله عنه بفضله تعالى، أما عباد الله المتقون الذين كانوا يتوادون في الله تعالى ويقومون بأداء حقوق الله تعالى وحقوق الناس فإنهم يسلمون من هذا العذاب ويحشرون يوم القيامة كاسون راكبون على دوابّ يخلقها الله لهم تجري بهم في مواقف يوم القيامة تحت ظلّ العرش فلا يصيبهم العذاب في ذلك اليوم، ويكون منظرهم يعجب الناظرين بحيث إن الأنبياء والشهداء يغبطونهم أي ينظرون إليهم نظر إعجاب تكريمًا لهم من الله تعالى.

وليعلم أن أعظم حقوق الله تعالى على عباده معرفة الله تعالى ومعرفة رسوله مع التصديق القلبي بكل ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم والقبول به وإن خالف النفس والهوى، فقد قال الله تبارك وتعالى: )فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيت ويسلّموا تسليمًا(، فمن لم يرض بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فعاند الشرع وصار يتخبّط بآرائه وأهوائه فقد أهلك نفسه بكفره والعياذ بالله تعالى، فيا فوز من تعلّم دين الله وعمل بمقتضى الشرع الحنيف واقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلّم بالقول والعمل والحال، وقد قال عزّ وجلّ في القرءان الكريم: )لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة(
***************** ******************************

حسن اختيار الصاحب Mohnds2