بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..
لا يخفى كم هو دور الصداقة والأخوة على نفس الإنسان منذ اللحظة الأولى التي ينفتح فيها بكل مشاعره وعقله على هذه الحياة المرة!..
فربّ صديق أحمق يورد صديقه المهالك!..
وربّ صديق فطن يقتلع صديقه من أنياب الشقاء وبئر الآلام والأشجان!..
ولذا علينا وخاصة إذا كنا في سن هرولة ابتداء العمر أن نتريث قليلا في اختيارنا للأصدقاء!.. فليس كل صديق يعجبنا يستحق أن يكون صديقا!.. وليس كل شخص لم يعجبك للوهلة الأولى يستحق منك نفورا وصدودا.. فربما يكون صديقا وفيا ودودا!..
ولذا اخترت هذا الموضوع لنتحدث فيه معا ونصل فيه إلى النتائج الصحيحة على ضوء روايات أهل البيت عليهم السلام وهي روايات مذهلة حقا كما ستشاهد ذلك بنفسك..
يتبع..
أفتتح الروايات المباركة بباقة مروية عن الإمام الحسن عليه السلام:
( .. اصحب من إذا صحبته زانك،
وإذا خدمته صانك،
وإذا أردت منه معونة أعانك،
وإن قلت صدّق قولك،
وإن صلت شدّ صولك،
وإن مددت يدك بفضل مدها،
وإن بدت عنك ثلمة سدها،
وإن رأى منك حسنة عدها،
وإن سألته أعطاك،
وإن سكت عنه ابتداك .. )
تابعوا معنا الحلقات لم نتهي بعد هناك المزيد
هذه فقرات عشر من درر جواهر الإمام الحسن عليه السلام تتحدث عن الصديق الحق الذي يستحق الصداقة الحقة.. وأعني بالصديق الحق هو ذلك الصديق الذي يستحق أن تؤثره على نفسك في كل شيء.. وذلك الصديق الذي يساوي نفسك.. فنفسك نفسه.. ونفسه نفسك.. وإنه ليعاملك أفضل مما يعامل نفسه فيستحق أن تعامله بأفضل مما تعامل به نفسك.. ولو بذلت له كل ما بإمكانك أن تبذله لما كان ذلك إلا ربحا لك وثراءا في صندوق خزانتك..
وإني لأنصحك بشدة وحرارة بالغة أن تبحث عنه في كل مكان.. وأن تشق نفسك لأجل لقياه.. فهو نصف حياتك إن لم يكن كلها!..
فشمّر أذيالك.. واشحذ همتك.. وارفع رأسك.. وافتح كلا عينيك بقوة.. لتبحث عن صديق بهذه الصفات الجوهرية:
أولا: إذا صحبته زانك!..
مرحلة الصحبة هي مرحلة تسبق الصداقة.. فالشخصان أولا يتعارفان ثم يتصاحبان ثم يتصادقان.. ومرحلة الصحبة هي مجرد تصاحب لتعميق المعرفة ولم تصل بعد لمرحلة الصداقة..
ورغم أن المرحلة مرحلة صحبة وليس فيها أي حق من حقوق الصداقة وواجباتها إلا أن الصديق الحق يتميز بصفة تؤهلة لبلوغ الصداقة بكل جدارة.. وهذه الصفة هي أنه يكون زينا لصاحبه ولا يكون شينا عليه.. فلا تجد من هذا الصديق سوى الخير والبركة ولا تجد منه أي شين وسوء يصدر منه عليك.. فيكون مثالا بارزا لهذه المقولة: (إذا صحبته زانك) أي يكون زينا لك لا شينا عليك..
لا تنسونا من الدعاء الصالح وسامحونا على الي قصور وتقصير في خدمتكم
تحياتى لكم
نـــــــــــ ناى ــــا