مصطبة مارى روكا

مصطبة مرروكا – الأسرة السادسة

مرروكا هو وزير الملك تتي أول ملوك الاسرة السادسة ، وزوج ابنته " وعتت خت حر" ومصطبته فى سقارة قرب قطاع هرم تتي إلى الشمال منه ، فى الجانب الشمالي الشرقي من جبانة سقارة ، ونجد أن مرروكا كان من كبار الموظفين المقربين للملك تتي ، واسمه بالكامل مرروكا رن نفر مري ، ونجد أنه أخذ القاب عديدة من أهمها وزير الملك ، والمشرف على كهنة هرم الملك تتي ، وكاتب الملك المختص بالكتب المقدسة ، ومحافظ القصر وغيرها من الألقاب التي تثبت علو مكانته خلال فترة وظيفته الرسمية ، ونجد أن مقبرته بإتساعها تؤكد المكانة الرفيعة التي وصل إليها فقد وصل عدد حجراتها إلى 32 حجرة منها 21 حجرة خاصة بمرروكا(chambers A) ، وست لزوجته "وعتت خت حر"(chambers B) ، وخمس حجرات لإبنه "مري تتي "(chambers C) ، مما يعني كون المقبرة عائلية تضم مزارات العائلة إلى جانب مزارات صاحب المقبرة الرئيسي ، وتظهر المقبرة معالم الحياة المختلفة للحضارة المصرية القديمة خلال عهد أواخر الدولة القديمة .

*******************

تخطيط المقبرة معمارياً :

نجد أن المقبرة كان يحيط بها من الجانب الغربي حائط قصير ذو أطر مستديرة كون ما يمكن اعتباره ردهة أو ساحة صغيرة مرتبطة بالمقبرة ، وزين جدران هذا السور بعض الكتابات التي تبرز ألقاب مرروكا ونجد مثل تلك النقوش فى الجهة الجنوبية كذلك.

****

ونجد مدخلي باب المقبرة يزينهما المنظر التقليدي لمرروكا وهو واقف على اليمين يستقبل الزائرين للمقبرة ، وعلى اليسار نفس المنظر كتوكيد على سمترية وتكرار قواعد الفن المصري وهو يودع الزائرين للمقبرة ، ويظهر وهو يمسك فى يديه بعض علامات الشرف كالصولجان والعصا ويرتدي نقبة قصيرة منفوخة من الامام ويرتدي قلادة عريضة تظهر على صدره ، ومن أمامه ولده ممثل بحجم صغير .

******

منظر يمثل أهم نقوش الحجرة الاولى والمدخل

تبدأ المقبرة بالمدخل فى الجهة الجنوبية وأهم ما يميز المدخل هو منظر لمرروكا وهو جالس على كرسي بالهيئة الرسمية وأمامه حامل ربما كان يوضع به إناء به ماء لتخفيف لتخفيف المداد الذي كان يكتب به أو يرسم به اللوحة والورقة أمامه بها منظر يمثل فصول السنة الاربعة ، عبارة عن ثلاثة أشخاص يمسكون خراطيش يحتوي كل خرطوش منها على 4 علامات على شكل هلال قمري وهو الرمز الهيروغليفي لكلمة شهر ،بينما يقف أمام مرروكا ابنه "خنو" ممثل بحجم صغير .

*******

المدخل يؤدي لقاعة أمامية ( A1) بها منظر لصيد فرس النهر على الجدار الجنوبي ، ويظهر المنظر الشهير لصيد أفراس النهر خلال أحراش الدلتا ، والذي رأينا مثيله فى أغلب مقابر الدولة القديمة الشهيرة مثل مقبرة تي وغيرها ، وتبرز الأهمية الدينية للمنظر من كونها دلالة رمزية للقضاء على الأرواح الشريرة والمصاعب التي تعترض المتوفى فى العالم الآخر من حيث الرمز لأفراس النهر بالمعبود "ست" والذي يقضي عليه المعبود " حورس" رمز الخير ، ونجد ابراز الفنان لتنوع مظاهر البيئة المائية لأحراش الدلتا ومخلوقاتها واضفاء الحيوية على المنظر من حيث حركات الصيد المتنوعة ، ومقاومة افراس النهر ، وابراز الأنواع المختلفة لأسماك النيل فى تلك الاحراش وتفاصيلها الدقيقة .ونجد مثلاُ لإضفاء الحيوية منظر لتمساح يهاجم أحد أفراس النهر فى الماء ... وهلم جرا

وعلى امتداد اليسار نجد مجموعة مناظر أخرى لرجال يقودون ماشيتهم وأبقارهم عبر الأحراش ، وهم يحاولون السيطرة على بعضٍ منها حرون ، بينما بقية المنظر رجال وهم يقومون بغرس وري شتلات نبات ينقلونها إلى ناحية من الأرض أشبه بحديقة.

*******

بينما على الجدار الشرقي نجد منظر للمالك مرروكا وواحدة من زوجاته بالحجم الطبيعي ، رؤوسهما مفقودة فى المنظر ، ويمسك مرروكا بيد زوجته وهما يتابعان صفوف من الخدم والخادمات الذينيقومون ببعض المهام التي كلفهم بها صاحب المقبرة ويشرفان عليهم.

******

بقى أن نشير أن المنظر الذي كان على الجدار الغربي للغرفة من ناحية المدخل كان يمثل منظر لمرروكا بالحجم الطبيعي ويظهر منه فقط أقدامه وجزء من السترة المنفوخة من الأمام ، بينما عند اقدامه تظهر بحجم صغير منظر لزوجته وأحد ابنائه، وهم يشرفون على بعض الاعمال التي يقوم بها أتباع فى المقبرة.

*****